اتصل بي أحد الأصدقاء يوم الأربعاء مقـتـرحا السفر إلى  البحرين لقضاء عطلة  نهاية  الأسبوع في الشهر  الحالي ، خاصة أن  أحد الخطوط الجوية "التجارية" مقدمة عروضا  خاصه لفترة   محدوده ، فكرت  بالموضوع و قلت  لما لا ، بما أنني  لم  أذهب  إلى  البحرين من قبل ،  بالرغم  من قربها للكويت .  فاتفقنا على  الذهاب إلى  المطار للحجز مباشرة  من هناك لأن  الحجز عن طريق الانترنت و 
الهاتف  معطل ، و كان  الاتفاق على الساعة الثالثة و النصف عصرا  تقريبا
وصلت إلى  المطار حوالي  الساعة الثالثة و العشرين دقيقة و بعدي بخمسة دقائق وصل  صديقي ، و إذا  بأمة لا إله إلا الله مجتمعة و متجمعة للحجز و الحصول على العروض المقدمة من هذه الخطوط ، و لطبيعة العروض الخاصة ،  فإن  طبقة معينة و فئات معينة كانت الغالبية  العظمى من الناس المنتظرة ،   استغفر الله ، لا أعني  التقليل أو ما شابه بخلق الله ،  و لكن طبيعة  الناس تختلف ، و بالتحديد سواء بالتصرفات ،  الأخلاق ، و طبيعة المعاملة 
كان هناك أربعة صفوف للإنتظار ، واحد منها مخصص للنساء و ذلك  للتنسيق لا أكثر ، قررنا  الوقوف بالصف الأسرع ظاهريا ، و لكن بعد ساعتين من الانتظار اكتشفت ان الصف لا يتحرك  بأي شكل من الأشكال ، و ذلك لسوؤ التنظيم من قبل رجال الأمن التابعين للخطوط نفسها 
لاحظت من مسافة بعيدة  كيفية تعامل الناس مع موظفين الحجوزات ، اسلوب يفــتــقر لأبسط أنواع الاحترام و الأدب ،  و لا أنسى  طبعا  لغة الجسد و أصابع  اليدين أثناء التحدث ، و تعابير الوجه على موظفات الحجوزات   تعبر كل التعبير على الاستياء و عدم الراحه و الغضب أيضا للوضع 
لا أنكر تضايقي الشخصي لعدم سير الصف و عدم تحركه منذ انتظاري بساعتين ، و بالرغم من محاولاتنا أنا و صديقي و التحدث مع أكثر من شخص بالهاتف لمساعدتنا للحجز من خلال الانترنت ،  لكنها  باءت بالفشل ، فما كان بنا إلا الانتظار  أكثر و أكثر ،  و لكن مع الوضع الحاصل هناك ،  و تدخين البعض للسجائر النتنة وسط الزحمة و انتشار لوحات "عدم التدخين "  الكبيرة و ضرب البعض للبعض بقصد الوقوف و الانتظار ، إلا  أن الانتظار كان مستحيل 
طلبت من صديقي الانتظار ، سألني لماذا ، قلت هي دقائق قليلة سأحاول شئ و آتي ،  قال فليكن 
فذهبت إلى  موظفه واقفة وراء المكتب تقوم بالعمل على حجز تذكرة  لعجوز على كرسي متحرك ، و أثناء انتظاري للحصول على فرصة للتحدث إليها قمت برسم ابتسامة بسيطة على  وجهي و بعد ثواني انتبهت لوجودي ، فقلت لها " آسف على الازعاج ، إنني  أعلم بانشغالكم و الله يعطيكم العافية ،  لكن عندي استفسار بسيط ، منذ ساعتين و نحن ننتظرو الصف لا يتحركو الصفوف الأخرى تتحرك أسرع ، فرجاءا لو مافيها  ازعاج  تبليغ رجال الأمن بالنظام و الانصاف بالترتيب ، ليحصل كل واحد منه على فرصة للوصول لكم ، و الله  يعطيج العافيه"  قلت لها هذه الكلمات و هي تنصت إلي بنتباه ، فسألتني أين هو مكاني ،  فأجبتها ، فقالت "شكرا ،  لو سمحت انتظر مكانك " قلت  حسنا و رجعت
و إذا بها تصرخ على الناس لعدم انتظامهم و اسلوبهم ،  و من ثم تأت  إلي مبتسمه و بكل هدوء و تقول لي " كم تذكره  تريدون؟؟و إلى أين و أي تاريخ ؟  " فأجبتها
فإذا بها تسجل ما قلت ،  تنظر إلي و تطلب مني الانتظار لأنها ستساعدني 
استغرب صديقي للوضع و انا أيضا ، لأنني لم أطلب منها المساعده ،  
فاتصلت بي لـتأكد الحجز ،  فقالت الحجز جاهز ، الرجاء التوجه  للبنك لدفع المبلغ المطلوب 
ابتسمت لها و شكرتها فقالت لا شكر على واجب 
بالرغم من إنني  لا أحب التعدي  على القانون و البشر إلا  أنني لا أنكر سعادتي عندما ساعدتني ، و عندما سألت  نفسي لماذا  ساعدتني ،  عرفت الإجابه  من تلقاء نفسي 
ببساطه شديده التقدير ، لا يوجد  أحلى  من تقديرالناس  للشخص و عمله و شكرهم لذلك
و طريقة   التعامل 
ان ابتسامة صغيرة و كلمة  تعبر على الشكر و الثناء لعمل شخص تذيب أقسى شخص وسط عمله ، بالذات  إذا كان الشخص يعمل بمحيط يختلف عن الاسلوب المحترم المتعارف عليه
موضوع الاحترام و التقدير  يطول  شرحه و لنا للموضوع  بقية 
:)       ،  
3 comments:
و الله ياخوك هذي انا مجربها
اشتغل في وزارة حكومية و تعاملي اليومي مع مراجعين , و كل واحد فيهم من هالطبقة اللي تتكلم عنها مع احترامي للبشر و لكن مثل ما قلت , العامل الاجتماعي يخلق الانسان اللي امامك , يمكن يكون خوش واحد بس تربى على عدم احترام القوانين لأنها مو ذات اهمية بالنسبة له
تعلمت بالابتسامةو الهدوء المحافظة على اعصاب , لدرجة ان في فترة 4 اشهر من عملي في هالوزارة , اللي طلعو من عندي زعلانين ما يتعدون الثلاث .. و هالثلاث ناس من اللي ما يعجبهم العجب و لا الصيام في رجب .. و انت ادرى
جربتها , قلت انا عرفت شلون الضغط على الموظفين .. فقلت اجربها لمن اروح الوزارات اراجع , و فعلاً نجحت .. تلاقي موظفة مالها خلق احد تتهاوش مع الكل .. اول ما تبتسم بويهها تلقيك و تحترمك و تجاوب على أسألتك بكل هدوء لدرجة ممكن اللي يمك يغارون و يحترون
:)
الابتسامة صدقة
جميله هي الابتسامة
فهي تغير جميع العضلات المائلة الى تحت وتجعلها الى فوق !!! أهلا بك في وطنك الثاني البحرين
Post a Comment