Friday, August 24, 2007

الإدراك






لطالما كانت هذه الحياة مجموعة من الأفعال و ردود أفعال الناس لبعضهم البعض، سواء كانت هذه الأفعال و ردودها إيجابية أو سلبية، قصيرة المدى أو بعيدة المدى بالنتائج، مؤقتة أو دائمة بالأثر، فإنها تبقى عملية بسيطة كنظرية نيوتن في الفيزياء " لكل فعل ردة فعل يساويه في المقدار و يعاكسه في الإتجاه


المغزى هنا إن جزء كبير من هذه الحياة، إن لم تكن كلها، عبارة عن نتائج أفعالنا أو ردود أفعالنا لأفعال الغير، و في هذا الموضوع طرأ في بالي سؤال يتعلق بالإدراك


الإدراك هي عملية معرفة الشخص للفعل و نتائج الفعل و أثره و أهميته على الغير، بمعنى إذا أدرك الشخص فعلا ما، فإنه على دراية كاملة لما يترتب على هذا الفعل.





إنني هنا أحاول الربط بين موضوعين، الإدراك و التبرير، و هو موضوع مقالتي السابقة، فالكثير من الناس لا تدرك أفعالها و كنتيجة لعدم الإدراك فإنها تفشل بالتبرير. فإن كان الشخص مدركا إدراكا كاملا بما جنته يديه، لكان بإمكانه التبرير و توضيح الدوافع و الأسباب، و بحزم شديد غير قابل للجدال.

فبعد التفكير المطول لعدم استطاعة الناس للتبرير عن أفعالهم، وجدت الإدراك عاملا في هذا الشيء، إن لم يكن العامل الوحيد. إن هناك فئة من الناس تتصرف دائما بغباء شديد، و حماقة خالصة، و غطرسة عارمة مع الآخرين، من باب معرفتهم بكل شي و كبريائهم المتعالي عن الناس.



و تكون نتائج أفعالهم مدمرة، و قد تطول أفعالهم لتصل إلى الناس المحيطين فيهم، الراعين بهم و الحامين لهم. و عند السؤال "لماذا عملت هذا" أو "ليش صار جذي" يكون الرد " بس جذي"!!



لو استطاع كل شخص أن ينظر إلى الفعل قبل حدوثه و التفكير فيه ملية (يعني أن يدركه)، لاستطعنا أن نتجنب على الأقل نصف المشاكل و الخلافات التي تحدث لنا أو نمر بها في هذا الحياة الغير دائمة.




و أنت أيضا، كف عن محاضراتك الدائمة لمعرفتك بكل شي صحيح و كل شي مفروض، و خذ دقيقة للمحاولة بإدراك أمورك و أفعالك، و لا تقول إنها للمصلحة العامة أو انا عارف أو أعرف أكثر منك، لأنها غالبا ستكون لصالحك أنت فقط
و للحديث بقية ... .

No comments: